المناهج النقدية المعاصرة
يعد النقد من أهم الحوافز الدافعة الى ازدهار الإبداع الأدبي, وتطوير أشكاله الفنية ومقاصده الفكرية والثقافية وتنوع مناهجه التحليلية والثقافية وما فتئ كل إبداع سردي أو شعري يقابل بإبداع نقدي في مواكبة ذائبة. عبر توالي العصور وتعاقب الأجيال وما ازدهر الأدب في عصر من العصور إلا وكان النقد رافداً له وتفسيراً أو تقييماً أو إبداعاً وكلما قلّت القراءة المبدعة خبت جذوة الإبداع وقاربت الأفول فوقف الكتّاب عند عتبة السائد واكتفى النقاد والدارسون بما تحقق لديهم من مناهج وأدوات ورؤى. فجاءت قراءاتهم تقليدية مكرّرة.
ـ أي أن الهدف ليس الأدب أو الشعر وإنما أدبية الأدب أو شعرية الشعر أو بمعنى آخر ما يجعل الأدب أدباً في خصائصه ووظائفه وقضاياه ورؤاه الآنية والمستقبلية, فإلى أي عصر يعود إنتاج المناهج النقدية الحديثة?
يعود انبثاق المناهج النقدية الحديثة في أوربا إلى تراث ثرٍّ من التراكمات الثقافية والتيارات الفكرية المختلفة التي عمل بها على إثرائها تقاطع العديد من المعارف والآداب العالمية لحضارات وشعوب متباينة وما انبثق عنها من فلسفات مثالية وإسلامية ووجودية ومادية وذرائعية وبقدر ما انتعشت تلك المناهج في الغرب كان لها أثرها في الدراسات النقدية العربية اتباعاً مرة ومثاقفة في طور آخر وقد برزت هذه المناهج في عدد من الاتجاهات يمكننا حصرها في مسارين:
ـ مسار المناهج السياقية: وعمادها الاسقاطات السياقية والأحكام التذوقية والملابسات الخارجية في تحديد مقاصد النص ودلالته وفيها يستعين الناقد في قراءاته للنصوص بالملابسات الاجتماعية والثقافية والنفسية ونحوها. ونلمس ضمن هذا المسار زهرة من المناهج لعل من أهمها:
ـ المنهج الاجتماعي: أو ما عرف بالواقعية الاشتراكية والنقد الثقافي الذي تولد عن المادية التاريخية مع كارل ماركس من منظور علاقات الانتاج الاقتصادي والطبقات الثقافية في المجتمع حيث يعدّ الأدب نتاجاً للواقع الاجتماعي ومن إعلامه بيير زيماولوي ألتسير وجورج لوكاتش وغيرهم كما وجد اهتماماً من لدن النقاد العرب خلال الخمسينات والستينات لارتباطه بحركات التحرر والتوجه الاشتراكي في العالم.
ـ المنهج النفسي: ويعتمد على إسقاط مقاصد النص المقروءة على الحالات النفسية التي ترافق الشخص في نموه وما يلازمه من كبت وعقد نفسية تترسب في اللاوعي نتيجة الحظر الاجتماعي وقد برز منهج التحليل النفسي من فلسفة اللاوعي مع فرويد وجون لاكان وغيرهما.
ـ المنهج الظاهراتي: وقد انبثق هذا المنهج من الوجودية مع جان بول سارتر ثم تبلور في فلسفة إدموند هوسرل 1938 / 1859 وانتهى إلى مبدأ القطيعة المعارفية مع غاستون باشلار ثم إلى السينمائية الصوفية جوليا كريستيفا ويرى هذا المنهج أن المعرفة أو مقاصد النص وإنما بتحليل الذات وهي تتعرف على العالم في حال تقمصها لعملية الإبداع فيقوم النقاد بتحليل الوعي البشري الذي استبطن الأشياء فتحولت إلى ظواهر قابلة للدراسة.
ويلاحظ أن بعض هذه قد ولى وانحسر نسبياً مثل النقد الثقافي والاجتماعي الذي عرف بالبنيوية التكوينية أو الواقعية الاشتراكية والظاهراتية ونظرية التحليل النفسي في حين ظل المنهج البنيوي قائماً في شكل بنيويات مستحدثة وإن حكم بعض الدارسين والنقاد بانتهاء النقد البنيوي ونفوقه . باسم ما بعد البنيوية أو الحداثة كما في التفكيكية والنصانية ونظرية التلقي والمداولة وأسرارها من وجهة معارفية شمولية.
يعد النقد من أهم الحوافز الدافعة الى ازدهار الإبداع الأدبي, وتطوير أشكاله الفنية ومقاصده الفكرية والثقافية وتنوع مناهجه التحليلية والثقافية وما فتئ كل إبداع سردي أو شعري يقابل بإبداع نقدي في مواكبة ذائبة. عبر توالي العصور وتعاقب الأجيال وما ازدهر الأدب في عصر من العصور إلا وكان النقد رافداً له وتفسيراً أو تقييماً أو إبداعاً وكلما قلّت القراءة المبدعة خبت جذوة الإبداع وقاربت الأفول فوقف الكتّاب عند عتبة السائد واكتفى النقاد والدارسون بما تحقق لديهم من مناهج وأدوات ورؤى. فجاءت قراءاتهم تقليدية مكرّرة.
ـ أي أن الهدف ليس الأدب أو الشعر وإنما أدبية الأدب أو شعرية الشعر أو بمعنى آخر ما يجعل الأدب أدباً في خصائصه ووظائفه وقضاياه ورؤاه الآنية والمستقبلية, فإلى أي عصر يعود إنتاج المناهج النقدية الحديثة?
يعود انبثاق المناهج النقدية الحديثة في أوربا إلى تراث ثرٍّ من التراكمات الثقافية والتيارات الفكرية المختلفة التي عمل بها على إثرائها تقاطع العديد من المعارف والآداب العالمية لحضارات وشعوب متباينة وما انبثق عنها من فلسفات مثالية وإسلامية ووجودية ومادية وذرائعية وبقدر ما انتعشت تلك المناهج في الغرب كان لها أثرها في الدراسات النقدية العربية اتباعاً مرة ومثاقفة في طور آخر وقد برزت هذه المناهج في عدد من الاتجاهات يمكننا حصرها في مسارين:
ـ مسار المناهج السياقية: وعمادها الاسقاطات السياقية والأحكام التذوقية والملابسات الخارجية في تحديد مقاصد النص ودلالته وفيها يستعين الناقد في قراءاته للنصوص بالملابسات الاجتماعية والثقافية والنفسية ونحوها. ونلمس ضمن هذا المسار زهرة من المناهج لعل من أهمها:
ـ المنهج الاجتماعي: أو ما عرف بالواقعية الاشتراكية والنقد الثقافي الذي تولد عن المادية التاريخية مع كارل ماركس من منظور علاقات الانتاج الاقتصادي والطبقات الثقافية في المجتمع حيث يعدّ الأدب نتاجاً للواقع الاجتماعي ومن إعلامه بيير زيماولوي ألتسير وجورج لوكاتش وغيرهم كما وجد اهتماماً من لدن النقاد العرب خلال الخمسينات والستينات لارتباطه بحركات التحرر والتوجه الاشتراكي في العالم.
ـ المنهج النفسي: ويعتمد على إسقاط مقاصد النص المقروءة على الحالات النفسية التي ترافق الشخص في نموه وما يلازمه من كبت وعقد نفسية تترسب في اللاوعي نتيجة الحظر الاجتماعي وقد برز منهج التحليل النفسي من فلسفة اللاوعي مع فرويد وجون لاكان وغيرهما.
ـ المنهج الظاهراتي: وقد انبثق هذا المنهج من الوجودية مع جان بول سارتر ثم تبلور في فلسفة إدموند هوسرل 1938 / 1859 وانتهى إلى مبدأ القطيعة المعارفية مع غاستون باشلار ثم إلى السينمائية الصوفية جوليا كريستيفا ويرى هذا المنهج أن المعرفة أو مقاصد النص وإنما بتحليل الذات وهي تتعرف على العالم في حال تقمصها لعملية الإبداع فيقوم النقاد بتحليل الوعي البشري الذي استبطن الأشياء فتحولت إلى ظواهر قابلة للدراسة.
ويلاحظ أن بعض هذه قد ولى وانحسر نسبياً مثل النقد الثقافي والاجتماعي الذي عرف بالبنيوية التكوينية أو الواقعية الاشتراكية والظاهراتية ونظرية التحليل النفسي في حين ظل المنهج البنيوي قائماً في شكل بنيويات مستحدثة وإن حكم بعض الدارسين والنقاد بانتهاء النقد البنيوي ونفوقه . باسم ما بعد البنيوية أو الحداثة كما في التفكيكية والنصانية ونظرية التلقي والمداولة وأسرارها من وجهة معارفية شمولية.